إيران تستثمر في الذكاء الاصطناعي

أفق برس / 8 مارس 2025 - خاص:

________________________

بدأت إيران في السنوات الأخيرة التركيز بشكل مكثف على دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مما يعكس سعيها لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، حيث تعتبر القطاعات الصحية، الزراعية، والصناعية الأكثر تأثراً بهذا التحول.

روبوتات صناعية إنتاج إيراني

 في القطاع الصحي، على سبيل المثال، تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة تحليل الصور الطبية للكشف المبكر عن الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب.

أما في القطاع الزراعي، فقد اعتمدت إيران على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المناخية والتربة، ما أسهم في تحسين إنتاجية المحاصيل واستدامة الموارد.

في الصناعة، تلعب الروبوتات والأنظمة الذكية دوراً كبيراً في خطوط الإنتاج، مما أدى إلى تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية.

كما دخل الذكاء الاصطناعي بقوة في قطاع النقل، حيث تستخدم أنظمة التنبؤ لتحسين إدارة المرور وتقليل الحوادث.

يأتي ذلك إلى جانب تخصيص ميزانيات لدعم الأبحاث وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى إنشاء مراكز بحثية متخصصة بالتعاون مع الجامعات.

كما تم توفير حوافز للشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا، مثل الإعفاءات الضريبية وتسهيل الوصول إلى التمويل اللازم.

تعمل السلطات الإيرانية أيضاً على إعداد بنية تحتية رقمية متطورة تشمل توسيع شبكات الإنترنت عالي السرعة وتوفير مراكز بيانات متطورة لدعم معالجة كميات كبيرة من البيانات.

يحمل التحول نحو الذكاء الاصطناعي فوائد اقتصادية متعددة، بما في ذلك تعزيز قدرة إيران على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات متعددة، ما يقلل من الاعتماد على الواردات.

علاوة على ذلك، يفتح هذا التطور المجال أمام تصدير تقنيات وبرمجيات متقدمة إلى الدول المجاورة، خاصة في مجالات مثل تحليل البيانات والخدمات الصحية الرقمية.

يسهم هذا التحول في خلق فرص عمل جديدة، سواء في قطاعات البرمجيات أو في المجالات المرتبطة بالبنية التحتية التكنولوجية.

رغم التقدم، تواجه إيران تحديات كبيرة في هذا المجال من بينها، العقوبات الاقتصادية التي تؤثر على قدرتها على استيراد بعض التقنيات المتقدمة والمكونات الضرورية لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

ويمثل نقص الكفاءات البشرية المدربة عائقاً، حيث يتطلب تطوير الذكاء الاصطناعي مهارات متقدمة في البرمجة وتحليل البيانات.

إضافة إلى ذلك، هناك حاجة لوضع تشريعات وقوانين تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي، بما يضمن الخصوصية والأمان ويمنع سوء الاستخدام.

من خلال تجاوز هذه التحديات يمكن لإيران أن تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق تحول رقمي شامل.