إيران تعزز موقعها على خريطة الممرات الدولية

أفق برس / 11 أبريل 2025 - خاص:

________________________

يُعد "ممر تراسیکا" ذا أهمية استراتيجية لإيران والمنطقة، إذ باتت قارة آسيا خلال العقدين الأخيرين مركزًا رئيسيًا للتجارة العالمية، مما عزز الطلب على الترانزيت في هذه المنطقة.

وتشارك إيران في هذا الممر الحيوي عبر تدشين خط سكك حديد "إيران – تركمانستان – كازاخستان"، الذي أتاح فرصة مثالية لنقل السلع، لا سيما الحبوب من كازاخستان إلى إيران.

يمتد هذا الخط لمسافة 926 كيلومترًا، منها 80 كيلومترًا داخل إيران، و700 كيلومتر في تركمانستان، و146 كيلومترًا في كازاخستان.

وتشير التقديرات إلى أن تعزيز دور إيران في ممر "تراسیکا" يستلزم تطوير مشاريع السكك الحديدية، أبرزها مشروع كهربة خط "كرمسار – إنجه بورون".

طُرح هذا المشروع بجدية قبل نحو عقد، وتم توقيع عقد لتنفيذه في 2017، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ بعد. 

ويبلغ طوله 495 كيلومترًا، ويهدف إلى رفع طاقة النقل من 2.8 مليون طن إلى 10 ملايين طن سنويًا.

توقف تنفيذ المشروع لعدة أسباب، منها طلب روسيا تعديل بعض بنود العقد، وموافقة إيران على ذلك، إضافة إلى مخاوف فنية واقتصادية دفعت طهران إلى التريث، وفق دراسة لمركز أبحاث البرلمان الإيراني.

ويرى خبراء اقتصاديون أن تعزيز دور إيران في الممرات الدولية يقتضي تطوير البنية التحتية وإزالة العقبات غير المادية، مثل رقمنة عمليات النقل، بما يسهم في تسهيل حركة الترانزيت بتكلفة منخفضة وسلاسة أكبر.

شبكة السكك الحديدية في إيران

ومن المتوقع أن تشارك جميع الأطراف المعنية في تحقيق هذا الهدف، مما يعزز مكانة إيران كمركز عبور رئيسي في المنطقة.

يُعد قطاع الترانزيت ركيزة أساسية لدعم التجارة الخارجية في إيران، بفضل موقعها الاستراتيجي. 

كما يمثل عنصرًا جاذبًا للاستثمار، حيث يسهم تطوير البنية التحتية في استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية عبر توفير بيئة أعمال ملائمة.

وتتيح خدمات الترانزيت الفعالة لإيران إمكانية جذب مزيد من حركة البضائع، مما يعزز الإيرادات ويحسن العلاقات التجارية مع الدول المجاورة.

وتضم إيران موانئ رئيسية مثل بندر عباس والإمام الخميني، التي تُعد مراكز مهمة للشحن البحري، إضافة إلى مطارات دولية مثل مطار الإمام الخميني في طهران، ما يسهم في تسهيل حركة الشحن الجوي.

كما تمتلك شبكة سكك حديدية تربط بين مختلف الاتجاهات، وتصل إلى دول مجاورة مثل تركيا وباكستان.

يُذكر أن التبادل التجاري بين إيران والدول المجاورة يشكل 60 بالمائة من إجمالي تجارتها الخارجية، حيث تبلغ قيمته نحو 30 مليار دولار سنويًا، مقارنة بـ 14 مليار دولار حجم واردات إيران من هذه الدول.